فصل: من أقوال المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)}
اعلم أن في المراد بهذا السجود قولين:
القول الأول: أن المراد منه السجود بمعنى وضع الجبهة على الأرض، وعلى هذا الوجه ففيه وجهان: أحدهما: أن اللفظ وإن كان عامًا إلا أن المراد به الخصوص وهم المؤمنون، فبعض المؤمنين يسجدون لله طوعًا بسهولة ونشاط، ومن المسلمين من يسجد لله كرهًا لصعوبة ذلك عليه مع أنه يحمل نفسه على أداء تلك الطاعة شاء أم أبى.
والثاني: أن اللفظ عام والمراد منه أيضًا العام وعلى هذا ففي الآية إشكال، لأنه ليس كل من في السموات والأرض يسجد لله بل الملائكة يسجدون لله، والمؤمنون من الجن والإنس يسجدون لله تعالى، وأما الكافرون فلا يسجدون.
الجواب عنه من وجهين: الأول: أن المراد من قوله: {وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن في السموات والأرض} أي ويجب على كل من في السموات والأرض أن يسجد لله فعبر عن الوجوب بالوقوع والحصول.
والثاني: وهو أن المراد من السجود التعظيم والاعتراف بالعبودية، وكل من في السموات ومن في الأرض يعترفون بعبودية الله تعالى على ما قال: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض لَيَقُولُنَّ الله} [لقمان: 25].
وأما القول الثاني في تفسير الآية فهو:- أن السجود عبارة عن الانقياد والخضوع وعدم الامتناع وكل من في السموات والأرض ساجد لله بهذا المعنى، لأن قدرته ومشيئته نافذة في الكل وتحقيق القول فيه أن ما سواه ممكن لذاته والممكن لذاته هو الذي تكون ماهيته قابلة للعدم والوجود على السوية وكل من كان كذلك امتنع رجحان وجوده على عدمه أو بالعكس، إلا بتأثير موجود ومؤثر فيكون وجود كل ما سوى الحق سبحانه بإيجاده وعدم كل ما سواه بإعدامه، فتأثيره نافذ في جميع الممكنات في طرفي الإيجاد والإعدام، وذلك هو السجود وهو التواضع والخضوع والانقياد، ونظير هذه الآية: {بَل لَّهُ مَا فِي السموات والأرض كُلٌّ لَّهُ قانتون} [البقرة: 116] وقوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن في السموات والأرض} [آل عمران: 83].
وأما قوله تعالى: {طَوْعًا وَكَرْهًا} فالمراد: أن بعض الحوادث مما يميل الطبع إلى حصوله كالحياة والغنى، وبعضها مما ينفر الطبع عنه كالموت والفقر والعمى والحزن والزمانة وجميع أصناف المكروهات، والكل حاصل بقضائه وقدره وتكوينه وإيجاده، ولا قدرة لأحد على الامتناع والمدافعة.
ثم قال تعالى: {وظلالهم بالغدو والآصال} وفيه قولان:
القول الأول: قال المفسرون، كل شخص سواء كان مؤمنًا أو كافرًا فإن ظله يسجد لله.
قال مجاهد: ظل المؤمن يسجد لله طوعًا وهو طائع، وظل الكافر يسجد لله كرهًا وهو كاره، وقال الزجاج: جاء في التفسير أن الكافر يسجد لغير الله وظله يسجد لله، وعند هذا قال ابن الأنباري: لا يبعد أن يخلق الله تعالى للظلال عقولًا وأفهامًا تسجد بها وتخشع كما جعل الله للجبال أفهامًا حتى اشتغلت بتسبيح الله تعالى وحتى ظهر أثر التجلي فيها كما قال: {فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا} [الأعراف: 143].
والقول الثاني: وهو أن المراد من سجود الظلال ميلانها من جانب إلى جانب وطولها بسبب انحطاط الشمس وقصرها بسبب ارتفاع الشمس، فهي منقادة مستسلمة في طولها وقصرها وميلها من جانب إلى جانب وإنما خصص الغدو والآصال بالذكر، لأن الظلال إنما تعظم وتكثر في هذين الوقتين. اهـ.

.قال ابن العربي:

قَوْله تَعَالَى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} فيها مسألتان:
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى:
إذَا وُجِدَ الْفِعْلُ، فِي الْآدَمِيِّ مَعَ خَلْقِ الْإِرَادَةِ فِيهِ كَانَ طَوْعًا، وَإِذَا وُجِدَ الْفِعْلُ مَعَ عَدَمِ الْإِرَادَةِ كَانَ كَرْهًا، وَيَأْتِي تَحْقِيقُ الْقَوْلِ فِيهِ فِي سُورَةِ النَّحْلِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ:
اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَفْسِيرِهَا عَلَى أَقْوَالٍ، جُمْهُورُهَا أَرْبَعَةٌ: الْأَوَّلُ: الْمُؤْمِنُ يَسْجُدُ طَوْعًا، وَالْكَافِرُ يَسْجُدُ خَوْفَ السَّيْفِ؛ فَالْأَوَّلُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ آمَنَ طَوْعًا مِنْ غَيْرِ لَعْثَمَةٍ.
وَالثَّانِي: الْكَافِرُ يَسْجُدُ لِلَّهِ، إذَا أَصَابَهُ الضُّرُّ يَسْجُدُ لِلَّهِ كَرْهًا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إلَّا إيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} يُرِيدُ عَنْهُ وَعَبَدْتُمْ غَيْرَهُ.
الثَّالِثُ: قَالَ الصُّوفِيَّةُ: الْمُخْلِصُ يَسْجُدُ لِلَّهِ مَحَبَّةً، وَغَيْرُهُ يَسْجُدُ لِابْتِغَاءِ عِوَضٍ، أَوْ لِكَشْفِ مِحْنَةٍ، فَهُوَ يَسْجُدُ كَرْهًا.
الرَّابِعُ: الْخَلْقُ كُلُّهُمْ سَاجِدٌ، إلَّا أَنَّهُ مَنْ سَجَدَ بِقَلْبِهِ فَهُوَ طَوْعٌ، وَمَنْ سَجَدَ بِحَالِهِ فَهُوَ كَرْهٌ؛ إذْ الْأَحْوَالُ تَدُلُّ عَلَى الْوَحْدَانِيَّةِ مِنْ غَيْرِ اخْتِيَارِ ذِي الْحَالِ.
قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا مَنْ سَجَدَ لِدَفْعِ شَرٍّ فَذَلِكَ بِأَمْرِ اللَّهِ، هُوَ الَّذِي أَمَرَنَا بِالطَّاعَةِ، وَوَعَدَنَا بِالثَّوَابِ عَلَيْهَا، وَنَهَانَا عَنْ الْمَعْصِيَةِ، وَأَوْعَدَ بِالْعِقَابِ عَلَيْهَا، وَهَذَا حَالُ التَّكْلِيفِ، فَلَا يَتَكَلَّفُ فِيهَا تَعْلِيلًا إلَّا نَاقِصُ الْفِطْرَةِ قَاصِرُ الْعِلْمِ؛ وَغَرَضُ الصُّوفِيَّةِ سَاقِطٌ، وَقَدْ بَيَّنَّاهُ فِي كُتُبِ الْأُصُولِ، فَمَا عَبَدَ اللَّهَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلَا وَلِيٌّ مُكَمَّلٌ إلَّا طَلَبَ النَّجَاةَ. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {ولله يسجد من في السموات ومن في الأرض طوعًا وكرهًا}
فيه أربعة تأويلات:
أحدها: طوعًا سجود المؤمن، وكرهًا سجود الكافر، قاله قتادة.
الثاني: {طوعًا} من دخل في الإسلام رغبة،: {وكرهًا} من دخل فيه رهبة بالسيف، قاله ابن زيد. الثالث: {طوعًا} من طالت مدة إسلامه فألف السجود،: {وكرهًا} من بدأ بالإسلام حتى يألف السجود، حكاه ابن الأنباري.
الرابع: ما قاله بعض أصحاب الخواطر أنه إذا نزلت به المصائب ذل، وإذا توالت عليه النعم ملّ.
{وظلالهم بالغدو والآصال} يعني أن ظل كل إنسان يسجد معه بسجوده، فظل المؤمن يسجد طائعًا كما أن سجود المؤمن طوعًا، وظل الكافر يسجد كارهًا كما أن سجود الكافر كرهًا.
والآصال جمع أصُل، والأصل جمع أصيل، والأصيل العشيّ وهو ما بين العصر والمغرب قال أبو ذؤيب:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله ** وأقعد في أفيائِه بالأصائل

.اهـ.

.قال ابن عطية:

قول تعالى: {ولله يسجد} الآية، يحتمل ظاهر هذه الألفاظ: أنه جرى في طريق التنبيه على قدرة الله، وتسخر الأشياء له فقط، ويحتمل أن يكون في ذلك طعن على كفار قريش وحاضري محمد عليه السلام، أي إن كنتم لا توقنون ولا تسجدون، فإن جميع: {من في السماوات والأرض} لهم سجود لله تعالى: وإلى هذا الاحتمال نحا الطبري.
قال القاضي أبو محمد: و: {من} تقع على الملائكة عمومًا، وسجودهم طوع بلا خلاف، وأما أهل الأرض فالمؤمنون منهم داخلون في: {من} وسجودهم طوع، وأما سجود الكفرة فهو الكره، وذلك على نحوين من هذا المعنى:
فإن جعلنا السجود هذه الهيئة المعهودة فالمراد من الكفرة من يضمه السيف إلى الإسلام-كما قال قتادة- فيسجد كرهًا، إما نفاقًا، وإما أن يكون الكره أول حاله فتستمر عليه الصفة، وإن صح إيمانه بعد.
وإن جعلنا السجود الخضوع والتذلل- على حسب ما هو في اللغة كقول الشاعر:
ترى الأكم فيه سجدًا للحوافر

فيدخل الكفار أجمعون في: {من} لأنه ليس من كافر إلا وتلحقه من التذلل والاستكانة بقدرة الله أنواع اكثر من أن تحصى بحسب رزاياه واعتباراته.
وقال النحاس والزجاج: إن الكره يكون في سجود عصاة المؤمنين وأهل الكسل منهم.
قال القاضي أبو محمد: وإن كان اللفظ يقتضي هذا فهو قلق من جهة المعنى المقصود بالآية.
وقوله: {وظلالهم بالغدو والآصال}، إخبار عن أن الظلال لها سجود لله تعالى بالبكر والعشيات. قال الطبري: وهذا كقوله تعالى: {أولم يروا إلى ما خلق من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدًا لله} [النحل: 48] قال: وذلك هو فيئه بالعشي وقال مجاهد: ظل الكافر يسجد طوعًا وهو كاره. وقال ابن عباس: يسجد ظل الكافر حين يفيء عن يمينه وشماله، وحكى الزجاج أن بعض الناس قال: الظلال هنا يراد به الأشخاص- وضعفه أبو إسحاق. و: {الآصال} جمع أصيل. وقرأ أبو مجلز: والإيصال قال أبو الفتح: هو مصدر أصلنا أي دخلنا في الأصيل، كأصبحنا وأمسينا. وروي أن الكافر إذا سجد لصنمه فإن ظله يسجد لله تعالى حينئذ. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {ولله يسجد من في السموات} أي: من الملائكة، ومَن في الأرض من المؤمنين: {طوعًا وكرهًا}. وفي معنى سجود الساجدين كَرها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه سجود مَنْ دخل في الإِسلام بالسيف، قاله ابن زيد. والثاني أنه سجود ظِلِّ الكافر، قاله مقاتل.
والثالث: أن سجود الكاره تذلُّله وانقياده لما يريده الله منه من عافية ومرض وغنى وفقر.
قوله تعالى: {وظلالهم} أي: وتسجد ظلال الساجدين طوعًا وكَرهًا، وسجودُها: تمايلها من جانب إِلى جانب، وانقيادها للتسخير بالطُّول والقِصَر.
قال ابن الأنباري: قال اللغويون: الظِّل ما كان بالغَدَوات قبل انبساط الشمس، والفيءُ ما كان بعد انصراف الشمس، وإِنما سُمِّي فيئًا، لأنه فاء، أي: رجع إِلى الحال التي كان عليها قبل ان تنبسط الشمس، وما كان سوى ذلك فهو ظِلٌّ، نحو ظِلِّ الإِنسان، وظل الجدار، وظل الثوب، وظل الشجرة، قال حُمَيد بن ثور:
فلا الظِّلُّ من بَرْد الضُّحى تَسْتَطِيعُهُ ** ولا الفَيءُ مِن بَرْدِ العَشِيِّ تَذوق

وقال لبيد:
بينما الظِّلُّ ظَلِيلٌ مُوْنِقٌ ** طَلَعَتْ شَمْسٌ عَلَيْه فاضْمَحَلّ

وقال آخر:
أيا أَثلاَتِ القَاعِ مِنْ بَطْنِ تُوضِحٍ ** حَنِيْنِي إِلى أَظْلالِكُنَّ طَوِيلُ

وقيل: إِن الكافر يسجد لغير الله، وظلُّه يسجد لله.
وقد شرحنا معنى الغُدُوِّ والآصال في [الأعراف: 7]. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض طَوْعًا وَكَرْهًا}
قال الحسن وقَتَادة وغيرهما: المؤمن يسجد طوعًا، والكافر يسجد كَرهًا بالسيف.
وعن قَتَادة أيضًا: يسجد الكافر كارهًا حين لا ينفعه الإيمان.
وقال الزجاج: سجود الكافر كَرها ما فيه من الخضوع وأثر الصّنعة.
وقال ابن زيد: {طَوْعًا} من دخل في الإسلام رغبة، و: {كَرها} من دخل فيه رهبة بالسيف.
وقيل: {طوعًا} من طالت مدة إسلامه فألف السجود، و: {كَرها} من يكره نفسه لله تعالى؛ فالآية في المؤمنين، وعلى هذا يكون معنى: {وَالأَرْضِ} وبعض من في الأرض.
قال القُشَيْرِي: وفي الآية مسلكان: أحدهما: أنها عامة والمراد بها التخصيص؛ فالمؤمن يسجد طوعًا، وبعض الكفار يسجدون إكراهًا وخوفًا كالمنافقين؛ فالآية محمولة على هؤلاء، ذكره الفرّاء.
وقيل على هذا القول: الآية في المؤمنين؛ منهم من يسجد طوعًا لا يثقل عليه السجود، ومنهم من يثقل عليه؛ لأن التزام التكليف مشقّة، ولكنهم يتحملون المشقّة إخلاصًا وإيمانًا، إلى أن يألفوا الحق ويَمْرُنوا عليه.
والمسلك الثاني: وهو الصحيح إجراء الآية على التعميم؛ وعلى هذا طريقان: أحدهما: أن المؤمن يسجد طوعًا، وأما الكافر فمأمور بالسجود مؤاخذ به.
والثاني: وهو الحق أن المؤمن يسجد ببدنه طوعًا، وكل مخلوق من المؤمن والكافر يسجد من حيث إنه مخلوق، يسجد دلالة وحاجة إلى الصانع؛ وهذا كقوله: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ} [الإسراء: 44] وهو تسبيح دلالة لا تسبيح عبادة.
{وَظِلالُهُم بالغدو والآصال} أي ظلال الخلق ساجدة لله تعالى بالغدوّ والآصال؛ لأنها تبين في هذين الوقتين، وتميل من ناحية إلى ناحية؛ وذلك تصريف الله إياها على ما يشاء؛ وهو كقوله تعالى: {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إلى مَا خَلَقَ الله مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ اليمين والشمائل سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل: 48] قاله ابن عباس وغيره.
وقال مجاهد: ظِل المؤمن يسجد طوعًا وهو طائع؛ وظل الكافر يسجد كرهًا وهو كاره.
وقال ابن الأنباريّ: يجعل للظلال عقول تسجد بها، كما جُعِل للجبال أفهامُ حتى خاطبت وخوطبت.
قال القُشَيري: في هذا نظر؛ لأن الجبل عين، فيمكن أن يكون له عقل بشرط تقدير الحياة، وأما الظلال فآثار وأعراض، ولا يتصور تقدير حياة لها، والسجود بمعنى الميل؛ فسجود الظلال ميلها من جانب إلى جانب؛ يقال: سجدت النخلة أي مالت.
و{الآصال} جمع أُصُل، واْلأُصُل جمع أَصِيل؛ وهو ما بين العصر إلى الغروب، ثم أصائِل جمع الجمع؛ قال أبو ذؤيب الهذلي:
لَعَمْرِي لأَنْتَ البيتُ أُكرِمُ أَهلَهُ ** وأَقعدُ في أَفْيَائِهِ بِالأَصَائِل

و{ظِلاَلُهُمْ} يجوز أن يكون معطوفًا على: {منْ} ويجوز أن يكون ارتفع بالابتداء والخبر محذوف؛ التقدير: وظلالُهم سُجدٌ بالغدوّ والآصال و: {بالغدوّ} يجوز أن يكون مصدرًا، ويجوز أن يكون جمع غداة؛ يقوّي كونه جمعًا مقابلة الجمع الذي هو الآصال به. اهـ.